السلام عليكم وحمة الله وبركاته .
واصل النادي العريق وأحد قطبي الكرة الأرجنتينية نادي الأثرياء " ريفر بليت " صحوته للهروب من شبح الهبوط عندما حقق فوزه الثالث على التوالي في الجولة الثالثة من مرحلة إياب الدوري الأرجنتيني " أبيرتورا 2010 " ، في الوقت الذي واصل فيه القطب الآخر للكرة الأرجنتينية ونادي العمال " بوكاجونيورز " مسلسل تفريطه في النقاط عندما تعرض لخسارته الثانية على التوالي مبقياً على رصيده بنقطة واحدة حصل عليها من تعادله في إفتتاح المرحلة ليستمر ضمن دائرة خطر الهبوط بعد نهاية المرحلة ، في فترة زمنية تُعتبر هي الأسوأ في تاريخ كلا الناديين العريقين !!
فكما هو معلوم عند البعض فإن الدوري الأرجنتيني يُلعب على طريقة مرحلة للذهاب " كلاوزورا " وتُلعب خلال النصف الأول من العام الميلادي ، ومرحلة أخرى للإياب " أبيرتورا " وتُلعب خلال النصف الثاني من العام الميلادي ، ولكل مرحلة بطل مختلف لكن في الهبوط فإن المراحل ترتبط بعضها مع بعض حيث إنه يتم تحديد الثلاثة الهابطين عن طريق جمع نقاط آخر ثلاث مراحل والثلاثة الذين يأتون في المراكز الثلاثة الأخيرة في مجموع النقاط يهبطون ، وقد كانت آخر مرحلتين " أبيرتورا 2009 " & " كلاوزورا 2010 " سيئتان جداً بالنسبة لكلا الفريقان الكبيران ، حيث حقق " ريفر بليت " بهما المركزين الـ (14) & (13) على التوالي ، في حين حقق " بوكاجونيورز " بهما المركزين الـ (11) & (16) على التوالي ، ولهذا فإن كلا الفريقان يحتاجان في هذه المرحلة إلى تحقيق مركزين متقدمين للهروب من شبح الهبوط الذي بات يطاردهما بشدة !!
وفي العودة للقاء الأول الذي جرى على أرض ملعب " المونيمونتال " فإن " ريفر بليت " وضيفه " إنديبندنتي " ( رابع كلا المرحلتين الأخيرتين ) قدما واحدة من أجمل لقاءات الدوري الأرجنتيني على الإطلاق ، فهما لم يتركا أي فرصة لجس النبض بينهما حيث بدآ الهجوم منذ أول لحظة وبعد أن كاد الضيوف أن يسجلوا هدفاً في الدقيقة الرابعة تمكن أصحاب الأرض الأثرياء من التقدم بالهدف الأول بعد أن وصلت الكرة إلى المهاجم الشاب " روجيليو فونيس موري " ليضع الكرة زاحفة في المرمى في الدقيقة الثامنة من عمر اللقاء .
وبعد أخذ ورد بين الفريقان وهجمة هنا وهجمة هناك قُطعت الكرة في منتصف الملعب من لاعب " ريفر بليت " والمنتخب الأرجنتيني الأولمبي " دييجو بونانوتي " الذي لم يكن في يومه وأُرْسِلَتْ طويلة باتجاه منطقة جزاء أصحاب الأرض لتجد المهاجم " أندريس سيلفيرا " الذي تلقاها ثم سددها مباشرة وبدون تأخير في مرمى الحارس العائد لحماية عرين الأثرياء ( بعد فترة سيئة قضاها في أوروبا عادت بالوبال عليه وعلى فريقه حيث فقد هو مركزه كحارس أساسي لمرمى منتخب راقصي التانجو ، كما كان خلالها مرمى الأثرياء مفتوحاً على مصراعيه وكريماً جداً في استقبال الكرات حتى وصل الفريق العريق للمنافسة على الهبوط !! ) " خوان بابلو كاريزو " محرزاً هدف التعادل للضيوف في الدقيقة (17) ، وهو أول هدف يدخل مرماه بعد أن كان قد حافظ على مرماه نظيفاً خلال الجولتين السابقتين .
لكن أصحاب الأرض لم يتركوا ضيوفهم يفرحون ويتهنون بهدف التعادل حيث عادوا للتقدم مرة أخرى بعد أقل من دقيقة عندما وصلت الكرة مرة أخرى للاعب الشاب " روجيليو فونيس موري " وهو في موقف تسلل شبه واضح ليتمكن من لدغ الكرة بلمسة سحرية لتذهب أرضية زاحفة في منتصف الجهة الأرضية اليمنى لمرمى الضيوف مسجلاً الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة (18) .
ليتواصل بعدها الأخذ والرد بين الفريقان وبعد حوالي ستة دقائق توغل الظهير المميز " باولو فيراري " من التوغل من الجهة اليمنى ( اليسرى للضيوف ) قبل أن يدخل منطقة الجزاء من الجنب ويسدد الكرة أرضية زاحفة تصدى لها حارس الضيوف بيده إلا أن الكرة قفزت وواصلت طريقها مستقرة في الجهة اليمنى للمرمى محرزاً الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة (24) .
ليفرض بعدها أصحاب الأرض سيطرتهم على مجريات اللقاء مع إفتقادهم للجدية في اللمسة الأخيرة بعد أن شعروا بالإطمئنان النسبي على نتيجة اللقاء حتى انتهى الشوط الأول بتقدمهم بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد .
وفي الشوط الثاني عاد التكافؤ ليسود أجواء اللقاء فهجمة هنا وهجمة هناك مع أفضلية نسبية لأصحاب الأرض إلا أن همات الضيوف كانت أكثر خطورة حيث كادوا أن يسجلوا في مناسبتين إثنتين لولا لطف الله سبحانه وتعالى .
وقبل ثواني من نهاية الوقت الأصلي وصلت كرة عرضية عالية للاعب وسط الضيوف " فيديريكو مانكويلو " ليلدغها برأسه فارتطمت بالأرض ثم بالقائم الأيمن وعادت لتصطدم بوجه حارس المرمى " خوان بابلو كاريزو " قبل أن تستقر في الشباك هدفاً ثانياً للضيوف ، ولينتهي اللقاء بانتصار أصحاب الأرض بثلاثة أهداف مقابل هدفين .
وعلى النقيض تماماً كان اللقاء الثاني واحداً من أسوأ اللقاءات وأبردها في تاريخ الدوري الأرجنتيني ، فعلى ملعبه " إسلاس مالفيناس " تمكن الوافد الجديد " أول بويز " ( كل الأولاد ) من مباغتة ضيفه العريق " بوكاجونيورز " في لقاء لم يكن له طعم أو لون أو رائحة ، حتى إن اللقاء كله لا يوجد فيه ما يُذكر سوى هدفي أصحاب الأرض بالإضافة إلى لجوء مدرب البوكا " كلاوديو بورجي " إلى التدخين وهو على مقاعد البدلاء للتخفيف من ضغوطه النفسية وهو يرى لاعبيه حاضرون بأجسادهم غائبون بأرواحهم .
وقد جاء الهدف الأول بعد مضي نصف ساعة على بداية اللقاء عن طريق ضربة جزاء نفذها بنجاح المهاجم " ماورو ماتوس " في الدقيقة (30) .
وبعد عشر دقائق تصدى حارس البوكا لرأسية خطيرة من ركلة ركنية لتتجه الكرة باتجاء الجهة اليسرى للمرمى ليلحقها أحد لاعبي أصحاب الأرض ويمررها برأسه أمام المرمى من فوق حارس المرمى لتجد المدافع المتمركز " إدواردو دومينيغيز " الذي لم يجد صعوبة في وضعها في المرمى كهدف ثاني لكل الأولاد في الدقيقة (40) .
لينتهي الشوط الأول ومن ثم اللقاء كَكُلْ بفوز أصحاب الأرض بهدفين نظيفين وبالتالي زيادة جروح الضيوف الذين بات عليهم أن يقوموا بعمل خرافي خلال الجولات الخمس عشرة المتبقية حتى يتفادوا الهبوط !!
وجاءت بقية نتائج الجولة على النحو التالي :
بانفيلد (0) (0) إيستوديانتيس
نيولز أولد بويز (2) (0) تيجري
كويلمس (1) (1) لانوس
فيليز سارسفيلد (2) (0)أرجنتينوس جونيورز
جودوي كروز (1) (0) أوليمبو
راسينج (1) (2) سان لورينزو
خيمناسيا لابلاتا (0) (0) كولون
أرسنال ساراندي (2) (0) هوراكان
وبهذا يحتل فريق " فيليز سارسفيلد " الصدارة بفارق هدف واحد عن " ريفر بليت " الثاني ، وهما الوحيدان اللذان حصدا العلامة الكاملة بحصولهما على تسعة نقاط من أصل تسعة ممكنة في ثلاث جولات .
ألف مليون تريليون مبروك لنا كعشاق الريفر هذا التطور الواضح في المستوى وعودة الروح للفريق ، وحظ أوفر لكل عشاق البوكا وعلى رأسهم الأسطورة " دييجو أرماندو مارادونا " في اللقاءات القادمة بإذن الله سبحانه وتعالى .